منتدى المبدع العربي الحر
معا للنهوض بوطننا و بلوغ قمة الابداع الأدبي و الفني
ان شاء الله ...
مرحبا بكل مبدع او مبدعة من داخل الوطن او خارجه
فهنا نرتقي باخلاقنا ....تقبلو تحية الادارة
منتدى المبدع العربي الحر
معا للنهوض بوطننا و بلوغ قمة الابداع الأدبي و الفني
ان شاء الله ...
مرحبا بكل مبدع او مبدعة من داخل الوطن او خارجه
فهنا نرتقي باخلاقنا ....تقبلو تحية الادارة
منتدى المبدع العربي الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المبدع العربي الحر

فضاء الأدب نلتقي فيه لنرتقي ، تجوب أحرفنا شوارع أفكارنا ، أهلا بك أيها المبدع المبتدئ، المتذوق الذواق للحرف، أهلا بكل متمرد على صمت الفكرة، أهلا بالأدب بكل محاوره
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 (ما بين الأرض والسماء) بقلم فاديا عيسى قراجة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سليم عاشق الحرف
Admin
سليم عاشق الحرف


المساهمات : 122
تاريخ التسجيل : 17/05/2014

(ما بين الأرض والسماء)   بقلم فاديا عيسى قراجة  Empty
مُساهمةموضوع: (ما بين الأرض والسماء) بقلم فاديا عيسى قراجة    (ما بين الأرض والسماء)   بقلم فاديا عيسى قراجة  Emptyالأربعاء 11 يونيو - 13:48

(ما بين الأرض والسماء)
كنا أنا وأنت وامرأة وطفل ..تسابقنا من أجل الصعود.. تقابلت نظراتنا واستند كل منا على جدار..كادت القصة أن تنتهي هنا وفي هذا المطرح الضيق , إذ تلتهمنا عيون المرأة السمراء. . .
فجأة توقفنا, نظرتُ في عينيك , حدقتَ في تفاصيل وجهي , لم أخفض نظري كيلا تظنني ساذجة وأخجل من تثبيت نظري في وجه رجل فضولي , يقيس المكان الذي أشغله .. تمتمت المرأة بهلع:
- لقد قطع التيار الكهربائي وسوف نموت هنا ..
لا أدري هل ابتسمت أنت أولاً أم أنا ؟ لكن ملامحك رقت وشفت ككأس خمر في قطفته الأولى ..
دق الطفل على الباب السميك بقبضته الضئيلة , فرفعته يداك عن الأرض و همستَ شيئاً في أذنه , هل يكون الطفل ولدك ؟
قفز الصغير من بين ذراعيك واقترب مني , وأنا أتابع كل ذلك بلهفة وشوق ,أمسك الصغير يدي وقال بصوت خافت : يقول لك عمو أنت جميلةٌ جداً .
لم أجرؤ على النظر ناحيتك , لانني لو فعلتها ستقرأ غيظ الكون في عيوني..
أيقظني من صدى تلك الكلمة الباهرة, صياح المرأة وهلعها , حاولنا التخفيف من غلواء خوفها , تلاقت نظراتنا ثانية .. كم كنت ساحراً , كنت أظنك ممن يلاحقون المرأة ويسجلون عدد نبضاتها , ورفة هدبها , وارتعاش شفتيها , لكنك كنت سيد الموقف, سحبت تلك المسكينة إلى جهة ضيقة وقلت لها شيئاً رقيقاً , فهدأ روعها وأخرجتْ هاتفاً صغيراً من محفظتها , وبدأت بالثرثرة والرفض الذي لم أجد له تبريراً , أو أنني لم أكن معها لأن نظراتك اخترقت عظامي ,وأسكرتني .. تشاغلت عني بجريدة , تذكرت فتيات نزار قباني اللواتي لا همّ لهن سوى التشاغل عن الحبيب إما بجريدة أو بقلم أحمر شفاه أو بقطعة سكر , لكنني لن أتشاغل عن هذا الرجل سوى بإعجابي به وبتفرد تصرفاته , وقوامه المديد , ورائحة عطره النفاذة... فأنا أمقت نساء نزار قباني , بل أكثر من ذلك أنا أمقت نزار قباني وأعتبره مجنوناً , استدرت ناحية المرأة... كم كان الجو ضاغطاً بسبب صياحها وذعرها , وحديثها الذي لا ينتهي على الهاتف , كأنها تعاتب زوجاً يهملها ولا يسارع إلى نجدتها ..
رن هاتفك أنت أيضاً , فأدرت ظهرك , وأخفضت صوتك .. هل تتحدث إلى حبيبة افتراضية ؟ تفقدت هاتفي الصامت أبداً .. أنا التي لا يحادثني أحد .. حاولت استراق السمع لكن صوتك انخفض أكثر كي يزيد في سخطي ..
قاربت على الإنهيار ماذا جرى لو سمعت كلمة أمي ولم أخرج في هذا اليوم ؟
يا ربي كيف لا أخرج وقد وجدت فرصة عمل أخيراً ؟ لقد وعدني خالي وقال لي :
- هذا الرجل حج إلى بيت الله أربع مرات ولا يمكن أن يكذب ..
زودني خالي بالعنوان لكن أمي متطيرة فقد رأت حلماً أو كابوساً لا أذكر وقالت وهي تلاحقني من مكان إلى آخر:
- أرجوكِ لا تخرجي اليوم
لوحت لها بيدي وخرجت , دون أن أعير أحاسيسها أدنى اهتمام ..
لقد انهى أميري مكالمته الهاتفية , وعادت نظراته تحفر أنفاقها العطرية في قلبي
اتخذتْ المرأة من الأرض مجلساً لها وقالت وكأنها تحادث نفسها :
- لن يهتم زوجي بحصاري , أغلق الهاتف بوجهي وهو يرعد متأففاً مني ومن مشاكلي , لم أنجب منه سوى هيثم , فتزوج فتاة صغيرة , وأنجبت له أربعة أولاد .. لم أكن أريد الخروج اليوم ولكن حبيبي هيثم يحتاج إلى فحوص وتحاليل شهرية لأنه يعاني من ربو تحسسي , حتى النقود لا يبعثها لإبنه إلا بعد مشادات كبيرة , أتجرع خلالها مرارة الذل والإمتهان لي ولكرامتي .. لقد أخذت إجازة ساعية من رب العمل , وسوف أتأخر اليوم ولن أعود كما وعدته وسوف يقطع من راتبي الضئيل
صمتت المرأة , وأصبحت مثل تمثال من الشمع , أمسكت صغيرها وحاولت ترتيب فوضى ملابسه دون أن تعير تذمره أي اهتمام ..
نزل الصمت علينا , وكأن كلمات تلك المرأة تعويذة لمنع الكلام ..
قال الرجل :
- و أنا أيضاً لم أكن أنوي الخروج , لكن أبي عاد من أوروبا لا تظنان بأنه كان في رحلة استجمام , هو أيضاً مريض جداً ..لقد اضطررت أن أبيع بيتنا من أجل توفير المال لعلاجه ..وأنا هنا من أجل توقيع بعض الأوراق الرسمية .
أخرج لفافة تبغ , وقدم لي واحدة , لقد جاءت في أوانها , سوف أمتصها إلى آخرها وسأطالبه بواحدة أخرى وأخرى كي أمتص كل قهر هذا العالم السخيف ثم أبصقه , غير هيابة بأية نتيجة قد يفرزها تمردي المكبوت ..
قبضت أمي على أول سيكارة كانت تتدلى من بين شفتيّ عندما كنت لا أزال مخطوبة لأيهم, و بعد أن أغوته صديقتي ليرحلا إلى بلاد بعيدة , يومها صفعتني أمي وهي تتلف سيكارتي , وركلتني , وشدت شعري ,لم أتألم ,و لم أبك ,ولكنني أمسكت لفافة أخرى وأشعلتها أمامها , فزادت في ضربي وسحقي , ومنذ ذلك اليوم وأنا أمتص لفافة التبغ تلو الأخرى بجنون وكأنني في سباق محموم معها لنرى من منا ستذهق روح الأخرى ..
ما نتج عن ذلك رسوبي في الثانوية العامة , وخروجي من المدرسة, ومن يومها بدأت في رحلة بحث طويلة عن العمل , كم صدقت الوعود , كم نهشت الطرقات أقدامي ,وفي كل مرة كنت أعو د لأمي بخفيّ حُنين ..
أفقت من شرودي على صوت هذا الرجل الساحر :
- هل ترغبين بسيكارة أخرى ؟
سحبت اللفافة دون أن أجيبه , امتلأت المساحة الضيقة بأنفاس رمادية , بدأ الصغير بسعاله الذي يقطع نياط القلب , صاحت المرأة , واختطفت علبة التبغ وداستها تحت قدميها , وهي تسب وتلعن .. ضحكنا بصوت عال ٍ , اهتز بنا المكان, وأضاءت الأرقام, وأقلع المصعد بنا ثانية , وبعد لحظات انفرج الباب , وتسرب كل منا إلى دهليزه الخاص .


(ما بين الأرض والسماء)   بقلم فاديا عيسى قراجة  1393612_697983756880422_1655873999_n
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://slimlavie.forumalgerie.net
 
(ما بين الأرض والسماء) بقلم فاديا عيسى قراجة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ذات غياب .....بقلم رشيدة القدميري
» (( ليلة خمر)) بقلم الكاتبة فاديا عيسى قراجة / سوريا
» بوح بقلم رابعة / الجزائر
» ؟؟؟؟؟؟؟؟؟مـــــــدعـــــي؟؟؟؟؟؟؟؟؟ بقلم أم ثابت رؤوف
» اميرتي بقلم تحسين طه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المبدع العربي الحر :: الفئة الأولى :: القصة القصيرة-
انتقل الى: