سليم عاشق الحرف Admin
المساهمات : 122 تاريخ التسجيل : 17/05/2014
| موضوع: ثرثرة نسوة الكاتبة ليندة الجزائرية الخميس 31 يوليو - 10:00 | |
| ثرثرة نسوة كم أغبط تلك النسوة القابعات تحت أسقف منا زلهن الفارهة، والمتخمة بالأثاث الرفيع يحملن "الرمود" يغيرن القنوات يتغدين على أفكار تلك المسلسلات التي تفتح الشهية على كل شيء على التبضع، والكسل، والخمول. وغالبا يقبعن خلف النوافذ يتعقبن أخبار "الحومة"يتبادلن الاخبار حول آخر موديلات "الجبة القسنطنية ، الوهرانية ، السطايفية..... " يسرفن أوقاتهن في الثرثرة العقيمة، كنت أتوسط حديثهن و أحس بالضياع والغربة وأنا أحاول الدخول معهن في الحديث عن تلك الأمور الكثيرة والمبعثرة تشبه كومة من القش تنتظر الغسيل ؟ وجدت لساني معقوفا لا يستطيع الحراك فابتلع الكلام في حلقي، كنت حينها أحمل هم أطفال غزة وسوريا والعراق وليبيا تتقلص الأفكار في رأسي تعاني هي الأخرى جفافا جفاف شاحب يكاد يحرقها؟ لم أحتمل المكوث بينهن بت أشبه معادلة رياضية لا أستطيع زيادة رقم أو إنقاص آخر وإلا سأنفجر أمامهن، أنا التي لم أحب يوما الرياضيات بت اليوم استعملها في اختزال الكلام حين كن منغمسات بالقهقهة والثرثرة كنت أطرح الأسئلة في نفسي كيف يفتخرن بأنفسهن داخل تلك الجبات وهن يشبهن براميل منتفخة نبتت أكوام من الشحم في مناطق متفرقة غير منظبطة ويتباهين بأنفسهن فيما بينهن وأنا التي أقبع خلف ماكينة الخياطة لأسبوع اجلس عاكفة أخيط ثوبي بنفسي حين أمل من الكتابة والقراءة أسرف وقتا في ظبط الماكنة التي ربما أدركت هواية أصابعي الحقيقية ورغبتي المجنونة في الكتابة ؟ فتتعمد قطع الخيط باستمرار بعد عناء أنهي ثوبي أحس حينها ببعض السعادة تشبه الثوب سرعان ما تنتهي مع نزعه عن جسدي وأهرع لعمل البيت أنجزه في وقت قياسي فالأمر لا يتطلب ذكاءً بقدر ما يتطلب سرعة و صبرا كي افرغ نفسي لهذا العقل الجائع من كل شيء أغذيه ببعض الصفحات وبعض النقاشات حتى استعيد بعض عافيتي من هذا الممل المتربص بي كنت حقا أغبطهن سرعان ما يلتهمن الممل بثرثرتهن العقيمة وسرعان ما يلتهمني الملل بعد انجازاتي الحفيفة بت أتساءل هل هذه الحالة عادية أم يلزمني زيارة طبيب؟ عله يخلصني من حالة الممل السريع للأشياء المحيطة بي، رغم إدراكي أنني الوحيدة التي تتميز عن هن في صمت إلا أنني لم استطع الاسمرار في كذبة أن أكون مثلهن. 31/7/2014 | |
|