سيرة الملاح والحورية.
بقلم : وحيدة رجيمي / عنابة / الجزائر
هل البحر هواية أم غواية أم هو للعشق رواية لا بداية لها ولا نهاية الأكيد أن البحر هو أصل حكاية لألف حكاية.
تعالى رجاء و جالسني وأسرد ما تبقى من سيرة الملاح والحورية.
حكاية الحورية مع البحر يرويها ملاح من زين الملاح و سباح في البحار وفي بحور الكلام صداح.
السيرة مع البحر طويلة و ذات شجون ويرويها الملاح بعباراته و عبراته التي أخذت من البحر غزارة وملوحة الموج
أنت يا ملاحي ألا أطلقت سراحي و أعدت سلاحي و مفتاحي ؟؟
أميرتي أنت وليس أسيرتي أنت سيرتي و مسيرتي.
راحت حورية تغتسل في البحر وتوشوش النجم والمحار و الصدفات وتراءى لها طيف جميل قد يكون مخلصهامم هي عليه.
ولكن ما ذلك؟ أهو الملاح أأه كم يحبها بل يعشقها، أيكون الخلاص في البعد عنه؟.
"حوريتي" هل أبحرت في ملكوتك؟ من أنت ياأميرتي؟ ومن أين جئت؟
حورية بحر أناوفي خليج بونة ميلادي.
حورية بحر أنا عانق حرفي موج البحور كل البحار تتلاطم وبحري أنا بأمري يثور
ألا تحتاجين إلى بحار عندما يكون بحرك ثائرا؟
قلت لك: إنه لا يثور إلا بأمر مني
ومن هو مالك أمرك يا مالكتي؟
أصلي و أساسي و كل ناسي في خليج بونة اللؤلؤ و الماس.
تنهد الملاح و أخده التفكير طويلا إلى بزوغ الصباح.
إلى بونة شد الرحال إلى أهل حورية بحر ملكت الزمان و المكان.
أ يا بونة عمري جئتك خاطبا
وبيدي حفنة رمل و صدفات
سأنقش حبك بمداد محارك
و أسجلني عاشقك على وشم الذكريات
رايتك تلاعبين الموج في غنج
أ لا أهديتني عروس بحر الحوريات
ضيفا عزيزا أنت، و في خليج الأمان نزلت واجبك أنت أخذه ولا نسألك لم جئت إلا بعد حين.
حورية البحر هامت على وجهها في خليج الأمان ثم وجدت لها رفقة ليسوا لا من الإنس ولا الجان.
صمت و أنين وحنين في نزهة إلى البحر و رمقوا كيف تمسح دموع المطر.
آه لهذا المنظر المؤثر، بحر و مطر ورسائل من سافر و انتحر حبا يرميها الموج ويمسح ذاكرة أعياها النسيان.
دموع حوريةالمتلاطمة و المختلطة مع تلك الأمواج العاتية خنقتها وها هي تناجي البحر:
(إليك عني يا بحر، إن أحاسيسي تتوهج كلما سقط المطر، ورذاذك رماني في ودق الخطر أين لي من هطول البحر مفر؟؟.