ثرثرة نسوة 2
عبثا أحاول التأقلم مع حديثهن فهاهي أخرى تحرك رجليها لتحدث صوتا من خلخالها الذهبيّ فثمنه يعادل أجرة سنة كاملة لموظفة مثلي ، كيف تصرف كل تلك النقود في شراء خلخال تضعه في قدميها ؟ أنا التي أحاول بيع ما عندي من بعض الحليّ كي أكمل بثمنهم ثمن قطعة أرض فقطعة أرض في زمن مضى قبل أربعة عشرة سنة تحديدا يعادل المئات حين كنت اتقاضا بعضا من الدنانير، وقد صارت تعادل ملاير بعدما حضي قطاعنا بزيادة من الدولة فصرنا نتقاضى بعض المليين ترى كم يلزمني من الوقت لاقتناء هذه القطعة ؟؟ كي ابني بها بيتا واسعا بدل العيش داخل علب كبريت كلما كبرنا ضاقت بنا ؟
وأخرى تتباهي بالإنجاب .. هل هو مشروع ..فردي.. أليس هو انجاز رباني محض أذكر أن النبي زكريا قد تفاجأ حين أخبره ربه أنه سيرزق بيحيّ ؟؟ هل هم في مرتبته عليه السلام ؟؟ أم أن هذا الجهل جعلهن يدعين النبوة .خلقت لهن ألف تبرير فقط كي ابقي عقلي متوانً أمامهن .
كان بودي أن يتطرقن إلى طرق التربية لكل واحدة منهن وكيف تقومن على تأديب أولادهن على الأقل كي يتسنى لنا أن نتبادل الخبرات في هذا الميدان الحساس لكنهن ممن يتكتمن على مثل هذه المواضيع بحجة أسرار البيوت لنرى فيما بعد كيف يعريها الانحراف عاجلا أم آجلا
ومن الصدفة أن حشرت إلى أذني فلسفتهن في التأثير و التحكم بالزّوج ، فقالت أحداهن كل ما أفعله أن أحمل نفسي وأغراضي إلى بيت أهلي مع أولادي حين يعود من العمل لا يجدني يهرع اليّ دون تردد خاصة عندما أقفل الهاتف عليه فلا يتمكن من مكالمتي يبقى أياما ثم يجرجر حاله حين يشتاق لهمسي ، وتقول الأخرى أنها تعاقبه بمنع الأكل عنه فأطهو وأأكله أنا وأولادي وأتركه لأيام دون أن يتذوق شيئا من يدي ثم أحجم عنه كل ما يشتهي ؟ يهرع لي مسرعا بعدما يحضر لي هدايا تماما كما اشتهي وابغي
وأنا التي حين اغضب أترك الطعام فوق الطاولة وادفع إحدى أولادي ليترجوه كي يتناول شيئا دون أن أتكلم ، ويظل قلبي مشغولا حين أغيب عن المنزل أفكر فيه كيف سيكون حاله دوني لا أنتظر هدية منه فأكثر ما يحضره لي شكولاطة أسقطت أسناني الوحدة تلو الأخرى ؟
لم أطمح يوما أن يهديني سلسة ذهب كما يهدا لهن وإلا فستبقى الواحدة من هن في عرش الانقلاب الزوجي مستعملات قنابل مسيلة للدموع وأخرى لتشنج الأعضاء فيضطر الزوج بعد الحرب الطويلة حرب الأعصاب إلى شراء ما تريدن كي يظفر برضاها. أرجح أمر غضبي الى عقلي الذي في مطلق الأحوال لا يرجح الكفة لصالحي فأنا في نظره مذنبة وكي أسعى لإرضاء الرب عليّ برضا الزوج فالجنة تحت أقدام رضا الزوج لأعدل من طلباتي وأفكر بمنطق الإدارة فأعود أدراجي وأعود لممارسة حياتي .
وأما عن إهانة بعض الأزواج لزوجاتهن فطرقهن أفضع في الرد ألقصري على تطاول الزوج كي لا يتجرأ مرة أخرى ، قلت لنفسي حينها وقد بدأت أنفعل مع حديثهن هذه المرة أليس من حقه أن يبرهن على سلطته الذكورية أمامي على الأقل ؟يفرغ بعض شحناته الناتجة عن ضغوط مثقلة في العمل إن لم يتسنى له تفريغها هناك فلما لا أكون الوعاء الذي يحوي كل تلك الضغوطات بمجرد سؤال عابر أطرحه عليه في الهاتف ليرتعد الهاتف في وجهي فأسمع ما لم أتوقعه فقد كان سؤالي كحبل خنقه لهذا فرغ كل ما في جعبته ليحس بعدها بالراحة وأحس أنا بالغثيان متجاهلا تلك الحبال الطويلة التي يلفني بها حين أنفرد مع نفسي أحمل ورقة وقلما أو حين يجافيني النوم فأنهض مسرعة الى كراسي كي أفرغ حمولتي على صفحات الورق تحاصرني أسئلته الشائك ماذا تفعلين ؟؟ يتوقف حينها قلمي عن الكتابة وأعود أدراج السرير مشحونة بكل تلك الاحسايس التي غالبا ما تظهر لي في شكل أحلام أو كوابيس ...
حقا لا يمكنني أن أختزل ذاتي في خلخال من ذهب أو بالتباهي بالإنجاب العديد من الأولاد صحيح أن نبينا الأعظم خاتم النبين نصحنا أن نتناسل كي نباهي بكم الأمم لكني أفضل النوع على الكم ثم أني لا أريد أن أدخل في صراع مع زوجي ليحقق لي بعض رغباتي بالطرق التقليدية فأمامي النقاش الهادئ وإن لم ينفع ندخل إلى النقاش الجاد الذي غالبا ما ينتهي ذر الدموع لن تكون دموع التماسيح لكن حرقتها ستظهر في حشرجة صوتي وزفير صدري
ثم لست ممن يحبون الهدايا آلا نكبر نحن عنها ؟؟ ما دام الجيب على قد الحال ثم إدراكي أن زوجي لا يفقه كثيرا في مثل هذه الأمور فلما أكلفه فيما لا يفكر فيه أصلا
لهذا قررت أن أكون أنا كما أنا دون زيادة أو نقصان